كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يمسسني ما مسهم !!
تعرضت الدولة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للابتلاء , وهذه السنة جارية في الأمم والشعوب , والمجتمعات والأمة الإسلامية هي أمة من الأمم , ومن أعظم الابتلاءات في عهد الفاروق عمر عام الرمادة عام 18 هجرية , حيث ضربت الجزيرة العربية مجاعة شديدة , وجدب وقحط , واشتد الجوع حتى كان الناس يأكلون العظام البالية , وقد سمي هذا العام عام الرمادة , لأن الريح كانت تسفي ترابا كالرماد , واشتد القحط وعزت اللقمة , وهرع الناس من البادية إلي عاصمة الدولة الإسلامية المدينة يقيمون فيها , ويلتمسون عند أمير المؤمنين حلاً , فتجمع في المدينة من غير أهلها حوالي ستين ألفا من العرب , وبقوا عدة أشهر ليس لهم طعام إلا ما يقدم لهم من بيت مال المسلمين , ومن أهل المدينة .
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أكثر الناس إحساسًا بهذا البلاء , وتحملاً لتبعاته , فقد ضرب رضي الله عنه من نفسه القدوة والمثل في هذه الأزمة , فيذكر ابن سعد في الطبقات : أن عمر بن الخطاب أتى بخبز مفتوت بسمن عام الرمادة فدعا رجلاً بدويَا فجعل يأكل معه , فجعل البدوي يتبع باللقمة الودك في جانب الصحفة .
فقال له عمر : كأنك مقفر من الودك . فقال الرجل : أجل يا أمير المؤمنين , ما أكلت سمنا ولا زيتًا , ولا رأيت آكلاً له منذ كذا وكذا إلي اليوم .
فحلف عمر لا يذوق لحمًا ولا سمنًا , حتى يحيا الناس أول ما أحيوا . وقد تأثر عمر في عام الرمادة حتى تغير لونه رضي الله عنه . ولقد كان عمر رجلاً عربيًا يأكل السمن واللبن , فلما أمحل الناس حرمهما علي نفسه , ليكون قدوة لغيره من الحكام علي مر الزمان , فكان في هذا العام إذا أمسى أتي بخبز قد سرد بالزيت , إلي أن نحروا يومَا من الأيام جزورًا فأطعمها الناس , وغرفوا له طيبها , فأتي به , فإذا فدر من سنام ومن كبد .
فقال عمر : هل هذا لي ؟. قالوا : يا أمير المؤمنين , من الجزور التي نحرنا اليوم . قال عمر : بخ بخ , بئس الوالي أنا إن أكلت طيبها وأطعمت الناس كراديسها – أي رءوس العظام - , ارفع هذه الجفنة , هات لنا غير هذا الطعام . قال : فأتي بخبز وزيت , فجعل يكسر بيده , ويثرد ذلك الخبز , ثم قال : ويحك يا رفأ - اسم غلامه , وكان علي بيت المال- احمل هذه الجفنة حتى تأتي أهل بيت يثمغ - مكان قرب المدينة - , فإني لم آتهم منذ ثلاثة أيام , فأحسبهم مقفرين , فضعها بين أيديهم .وكان يقول : كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يمسسني ما مسهم !!
تعرضت الدولة الإسلامية في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للابتلاء , وهذه السنة جارية في الأمم والشعوب , والمجتمعات والأمة الإسلامية هي أمة من الأمم , ومن أعظم الابتلاءات في عهد الفاروق عمر عام الرمادة عام 18 هجرية , حيث ضربت الجزيرة العربية مجاعة شديدة , وجدب وقحط , واشتد الجوع حتى كان الناس يأكلون العظام البالية , وقد سمي هذا العام عام الرمادة , لأن الريح كانت تسفي ترابا كالرماد , واشتد القحط وعزت اللقمة , وهرع الناس من البادية إلي عاصمة الدولة الإسلامية المدينة يقيمون فيها , ويلتمسون عند أمير المؤمنين حلاً , فتجمع في المدينة من غير أهلها حوالي ستين ألفا من العرب , وبقوا عدة أشهر ليس لهم طعام إلا ما يقدم لهم من بيت مال المسلمين , ومن أهل المدينة .
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أكثر الناس إحساسًا بهذا البلاء , وتحملاً لتبعاته , فقد ضرب رضي الله عنه من نفسه القدوة والمثل في هذه الأزمة , فيذكر ابن سعد في الطبقات : أن عمر بن الخطاب أتى بخبز مفتوت بسمن عام الرمادة فدعا رجلاً بدويَا فجعل يأكل معه , فجعل البدوي يتبع باللقمة الودك في جانب الصحفة .
فقال له عمر : كأنك مقفر من الودك . فقال الرجل : أجل يا أمير المؤمنين , ما أكلت سمنا ولا زيتًا , ولا رأيت آكلاً له منذ كذا وكذا إلي اليوم .
فحلف عمر لا يذوق لحمًا ولا سمنًا , حتى يحيا الناس أول ما أحيوا . وقد تأثر عمر في عام الرمادة حتى تغير لونه رضي الله عنه . ولقد كان عمر رجلاً عربيًا يأكل السمن واللبن , فلما أمحل الناس حرمهما علي نفسه , ليكون قدوة لغيره من الحكام علي مر الزمان , فكان في هذا العام إذا أمسى أتي بخبز قد سرد بالزيت , إلي أن نحروا يومَا من الأيام جزورًا فأطعمها الناس , وغرفوا له طيبها , فأتي به , فإذا فدر من سنام ومن كبد .
فقال عمر : هل هذا لي ؟. قالوا : يا أمير المؤمنين , من الجزور التي نحرنا اليوم . قال عمر : بخ بخ , بئس الوالي أنا إن أكلت طيبها وأطعمت الناس كراديسها – أي رءوس العظام - , ارفع هذه الجفنة , هات لنا غير هذا الطعام . قال : فأتي بخبز وزيت , فجعل يكسر بيده , ويثرد ذلك الخبز , ثم قال : ويحك يا رفأ - اسم غلامه , وكان علي بيت المال- احمل هذه الجفنة حتى تأتي أهل بيت يثمغ - مكان قرب المدينة - , فإني لم آتهم منذ ثلاثة أيام , فأحسبهم مقفرين , فضعها بين أيديهم .وكان يقول : كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يمسسني ما مسهم !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق